موضوع: دمنات : تراث غنى ومتنوع الجمعة أكتوبر 02, 2020 10:26 am
تمتلك دمنات تراثاً طبيعياً ثريَّاً متنوعا على امتداد جغرافيتها الواسعة، يتميز هذا التراث بتضاريسه ومعالمه الجيولوجية ذات الطبيعة الجمالية الاستثنائية، من جبال ومرتفعات، وتلال، وأودية، و كهوف و مغارات طبيعية. إضافةً إلى النظام الإحيائي والموائل الحيوية المتمثلة في الغابات، والمحميات النباتية والحيوانية وأكثرها ذات طبيعة استثنائية تستحق أن تكون دعامة في التنمية المستدامة في المنطقة . هذا التراث، بثرائه، وامتداده، وما يمتلكه من مقومات سياحية بيئية، ومقومات اقتصادية، يتعرض – مع الأسف- في بعض الأماكن لمخاطر طبيعية ومهددات بشرية، منها السيول الجارفة، والحرائق، والصيد الجائر، والاحتطاب، وسوء الاستغلال والتشويه المتعمد وغير المتعمد، مما يؤدي بمرور الزمن إلى تعرض موارد هذا التراث للتلف والتشوه، أو الضياع. في غياب اية جهة تقوم برصد وتسجيل ودراسة علمية لبعض الظواهر الجيولوجية المميزة أو الاستثنائية، مثل الكهوف، والدحول، والتكوينات الجيولوجية فإن التشكيلات الصخرية المميزة ذات الطبيعة والجمال الاستثنائي، مثل مغارة أمي نيفري وأثار اليديناصورات بمنطقة ايواردن ، في حاجة إلى مزيد من الاهتمام التوعية بها، والنظر إليها على أنها مقومات تراثية جديرة بالحفاظ عليها وتأهيلها وتهيئتها وتزويدها بما تحتاجه من خدمات حتى يمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحياً. كما لوحظ غياب الاهتمام بحماية الحياة النباتية والحيوانية، فالغابة ونباتاتتها وحيوانتها البرية في حاجة إلى مزيد من الاهتمام والتوعية بها، ومزيد من برامج استغلالها سياحياً. والجهد البشري قاصر بطبعه إلا أن التعاون والمشاركة من الجهات المختلفة، ووجود إدارة مستقلة معنية بهذا التراث على وجه الخصوص قد يساعد في الحفاظ عليه، وتنميته، واستدامة الاستفادة منه. السياحة البيئية والحقيقة أن هذا التراث الطبيعي المتنوع المقومات والمصادر، ما زال في حاجة إلى الوعي بأهميته والتوعية به، وأن يكون هناك مزيد من الإستراتيجيات والرؤى المعنية بكيفية الحفاظ عليه، وتأهيله وتطويره؛ حتى يمكن الاستفادة منه اقتصادياً، وسياحياً، واجتماعياً.. وتشكِّل موارد التراث الطبيعي قوام السياحة البيئية، والحفاظ على هذه الموارد، وتنميتها، وتأهيلها، يوفر فرصاً واعدة ومناخاً ملائماً لهذا النمط من السياحة، الذي لا شك سوف يساهم في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية عديدة. والسياحة البيئية يزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم، وربما كانت أكثر وأسرع قطاعات السياحة نمواً، وتساهم بشكل كبير وفاعل في تنشيط الاقتصاد الوطني لكثير من الدول. وهذا النمو المطرد لهذا النمط من السياحة، يعود في الغالب إلى ما اتسمت به الحياة العصرية من تعقيد، وما اصطبغت به من تطور تكنولوجي، وازدهار صناعي، وزحف تحضري، وما صاحبها جميعاً من تأثيرات اجتماعية ونفسية سلبية مثل الضغوط، والتوتر، وكذلك تغيرات بيئية سلبية، منها التلوث الجوي والبيئي، وتضائل وانكماش المساحات الخضراء أو تلاشيها في بعض أحياء المدن، فلم يعد هناك متنفس لأهلها، من هنا كانت فرصة السياحية البيئية ونموها. وهذا النمط من السياحة يمثل مصدراً للدخل، وفرصة للأيدي العاملة، ومساهماً في تحقيق برامج التنمية، إضافة إلى ما تحمله هذه السياحة من عوائد ثقافية واجتماعية باعتبارها جسراً للتواصل بين الثقافات والمعارف ، وفرصة للتعرف على ما في الكون من ابداع رباني في الأماكن الطبيعية، والمعالم الجيولوجية، والبيئات أو محميات الحياة الفطرية النباتية والحيوانية، وكذلك ما يصاحبها من تعرف على عادات وتقاليد المجتمعات المحلية المختلفة، وهو ما يقرِّب بين الناس ويعمِّق من قيمة التعارف بينهم. كل هذا وذاك يزيد من فرص ومحفزات السياحة البيئية ويجعل منها ضرورة عصرية، ويؤكد ضرورة الحفاظ على مقومات التراث الطبيعي والاهتمام بها وتنميتها باعتبارها قوام هذه السياحة.