مولاي نصر الله البوعيشي : علم "موقع دمنات – نغ " بعدما لوحظ الهدم الذي يطال الخزانة البلدية والدوش البلدي ان الامر يتعلق بالشروع في تشييد دار للثقافة ، واذا كان الامر صحيحا وليس مجرد كاميرا خفية كما وقع مع ربط دمنات بالماء الصالح للشرب الذي دشنه الملك ، ومع بناء مستشفى التخصصات بإمليل ، فإن من شان هذا المشروع أن يّمَكّْن دمنات من النهوض بواقع الثقافة وفتح أفاق واعدة للنشاط الثقافي بها. أتمنى مخلصا الا تكون دار الثقافة مجرد بناية تضم مكاتب إدارية فارغة ومحنطة ، كما أتمنى أن تكون بمواصفات دور الثقافة الموجودة على امتداد ربوع الوطن من توفر على قاعة كبيرة للعرض تتسع لمئات المقاعد ، بخشبة مجهزة لعرض ابداعات الشباب الدمناتي والضيوف في مختلف الفنون وخصوصا في المسرح والموسيقى والرقص ، ومن اجنحة خاصة بورشات للرسم والفنون البلاستيكية للكبار والصغار وأخرى للسمعي البصري و فضاءات للانترنيت وقاعة شرفية، واروقة للصناعات التقليدية ومتحف وسائر الأنشطة الفنية الأخرى. كما أود أن أنبه المشرفين الى ضرورة تخصيص رواق لفئة المعاقين يتناسب مع نوعية إعاقتهم. وستسهم هذه المنشأة بجميع المرافق المذكورة وبمشرفين في المستوى المطلوب حسب التخصصات - إذا كتب لها أن ترى النور- لا محالة بصورة فعّالة في ترقية المشهد الثقافي لهذه المدينة التاريخية .
وللتذكير فإن الدوش الذي يتم هدمه اليوم مشروع بلدي فاشل ، ولم يشتغل الا لفترة وجيزة ، و كان المكان حيث بني محطة لمبيت حافلات الدوبلاج التي كانت تربط دمنات بالدار البيضاء ، ويتذكر أبناء جيلي الحارس باعنو رحمه الله متربصا بالأطفال الذين تسول لهم انفسهم الاقتراب من هذه الحافلات ليقصنهم بسلاحه "مقلاع" ، وكانت بالمكان شجرة كلبيتوس كبيرة كان يعتليها الأطفال - الذين لا يملكون ثمن تذكرة الدخول ، لمشاهدة الأفلام التي تعرضها سينما "كوزوز" التي كانت قاعة عروضها بدون سقف . كما يتذكر ابناء جيلي ان هذه الخزانة البلدية كانت فيما مضى سينما أخرى تحت مسمى " سينما التاج" أو "سينما حسن " نسبة الى مكتريها ، وكانت تعرض أفلام فريد الأطرش وافلام رعاة البقر ، ثم تحولت بعد ذلك الى مقهى كان يكتريها المرحوم احمد اغلال وكانت تستغل حديقة "البيلك " حيث يوجد المستوصف الان .
وللتذكير كذلك فقد شهدت هذه الخزانة ميلاد اول جمعية مسرحية بدمنات ، شرعت في تداريبها هناك خلال العطلة الصيفية ولكن سرعان ما توقف نشاطها بسبب ضرورة عودة الشباب الى مقاعد الدراسة بمدينة مراكش بالخصوص. نرجو الا يخيب املنا مرة أخرى وان يرى هذا المشروع النور بالمواصفات المطلوبة . وان يشرف عليه من يهتم بترقية وتربية الطاقات الشابة التي تزخر بها دمنات بدل تربية الدجاج والارانب !!!!
موضوع: دمنات : دار الثقافة... حقيقة أم كاميرا خفية ؟ 
الجمعة أكتوبر 02, 2020 11:32 am
